لا يمكنك تخيل وصول دبي لشعار مثل هذا لولا التجربة في دمج الحروف العربية باللاتينية على الرغم من أنها أساليب كتابة مختلفة كلية عن بعضها البعض.
دعونا نعود إلى المراحل المعتادة في العمل على أي هوية بصرية، تعمل الشركات في الأغلب على اختيار مصمم أو مجموعة من المصممين ذوي السمعة الطيبة في مجال التصميم والهويات البصرية، وما كانوا ليكونوها لولا قدرتهم على التجريب والاختبار، وتضع الشركات مراحل مختلفة لانجاز مشروع معين، أولها لقاء العميل ومعرفة المشروع ونبذة عنه، ومن ثم تبدأ عملية البحث البصري للوصول إلى الحل البصري الأمثل للمشروع، هذا البحث البصري هو أهم نقطة تعنينا هنا، حيث يعتمد بشكل كبير على خيال وقدرة المصممين على تجربة الأفكار جديدة والمغامرة قي اقتراح تطبيقات بصرية جديدة، وهنا تأتي بيئة الشركة وفلسفتها ورؤيتها في مدى ما تتيحه من مساحة للمصممين فيها للتجربة، وهو ما يعتبر تحديا كبيرا، فالشركات تبقى شركات في كل الأحوال غايتها الربح والبحث عن مزيد من المشاريع والمضي قدما بما هو مضمون، لذلك يجد المصمم نفسه أمام تحد كبير لا تدركه الشركات التي تغفل في الغالب وتتجاهل أحيانا طبيعة التصميم الغرافيكي التجريبية التي هي أساس التجديد وتقديم الأعمال المتفردة التي لم يسبق تقديمها للمتلقي. فتضع مصميمها في خانة الأعمال المضمونة والمتوقعة، وبالتالي إعاقة عملية التجديد المطلوبة.